السبت، 8 نوفمبر 2008

ماذا افعل لتلك المرأة ؟؟

تلك المرأة المدللة منذ نعومة اظافرها وحتى بعد زواجها دللها زوجها هى واولادهما وقضيا معظم سنوات زواجهما خارج البلاد .. لم تشق يوما او تمر بيوم صعب
كنت اظن دائما انها سوف تنهار اذا قابلتها مشكلة حتى لو كانت صغيرة ولكنى كنت مخطئة
فأول مشكلة تقابلها كانت مشكلة تكسر اقوى الرجال ولن اقول لكم انها لم تكسرها ولكنها تحملت ولم تنهار وقفت تبحث عن حل ولعلكم تتساءلون ماهى تلك المشكلة العظيمة ؟فقد فجعت تلك المرأة باصابة ابنتها بالمرض اللعين وهى لم تتجاوز 28 من عمرها ..

ابنتها الاقرب الى قلبها من وسط ابناءها الخمسة ..

ابنتها تلك الفتاة المملوءة بالمرح وحب الحياة وخفة الروح والدم

في ايام قليلة رأت تلك الام ابنتها وهى تذبل وتضعف وينهش المرض جسدها
نعم انهارت الام داخليا ولكنها ابدا لم تفقد الامل .. اقامت في المستشقى ما يقرب من سنتين مع ابنتها وتخلل تلك السنتين ما يقرب ايضا من 5 عمليات جراحية

تألمت فيها هذه الام الاّما لا تقل عن اّلام ابنتها ولكنها دوما كانت تردد الحمد لله
وعلمت ابنتها المريضة ايضا ان لا تجزع ..

علمتها بدلا من قول الاّه اثناء الألم ان تقول يااااارب

وفي يوم من الايام أحست تلك الام بأن ابنتها لم يبق لها في دنيانا الا ساعات قليلة فجلست

بجانب ابنتها تقرأ لها القران وتحثها على ترديد اّيات سورة يس ورائها

بل وحملت ابنتها الى حمام غرفتها في المستشفى وحممتها وغسلت شعرها وصففته بعناية

وأبت ان تعاونها احدى الممرضات وارجعت فلذة كبدها الى سريرها وعاودت معها قراءة القران

ولم يكذب حدس الام ولا احساسها فقد رأت ابتسامة رضى على وجه ابنتها ما ان فرغت من

قراءة اّخر اّيات سورة يس وعندما سألت ابنتها عن تلك الابتسامة ..

اجابت الفتاة : ماما انا ماشية ... وشايفة راجل كبير طيب بيضحك لي و بيقولى انتى من الصابرين ... علشان كدا مش عاوزاكي تزعلي يا ماما

انهمرت دموع الام ورددت الشهادتين ومسحت على شعر ابنتها

وقالت لها : قولى ورايا يا حبيبتى أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
كررتها الام 3 مرات وكررتها الابنة وراءها واسلمت روحها لله

تلك المرأة العظيمة والام الصابرة هى أمي

ولا اتكلم عنها الان بعين الابنة المحبة لامها لا فأنا هنا اتكلم عنها وأراها بعين الام التى

تجزع على ابنتيها اذا وجدت ان حرارتهما قد ارتفعت حتى ولو نصف درجة

فما بالكم بأم تودع ابنتها الشابة الى مثواها الاخير

لن أقول لكم انها تماسكت بعد وفاة ابنتها ( اختى الحبيبة )

لقد ضعفت قواها وخارت ولم تتوقف دموعها يوما عن السقوط على خديها منذ ذلك اليوم ولكنها ابدا لم تقل غير كلمة انا لله وانا اليه راجعون

امى الغالية : نحن كلنا متألمون ولكنى اعلم جيدا انه لا ألم يضاهي اّلامك .